عندما تذهب إلى محل ملابس ستبحث عن مقاسك المحدد, لارج – إكس لارج – ميديم – سمول... إلخ. لكن عندما
تذهب إلى مكتبة لن تسأل صاحب المكتبة: أعطني شاعراً/روائياً/كاتباً كبيراً أو وسطاً أو صغيراً!
تذهب إلى مكتبة لن تسأل صاحب المكتبة: أعطني شاعراً/روائياً/كاتباً كبيراً أو وسطاً أو صغيراً!
الأشخاص الذين يتعاملون مع الكتاب (شعراء وروائيين, إلخ) على حسب المقاسات هم يعتبرونهم قطع ثياب أو أشياء أخرى. أنا لا أتعامل مع الكُتاب على هذا النحو..
لا يوجد في قاموسي شاعر كبير وروائي كبير وكاتب كبير.. الشاعر إما أن يكون شاعراً أو لا, والروائي إما أنه يكتب حكايات أو يكتب الروايات...
والكاتب ليس تاريخاً, بالنسبة لي. ليكن لديك مائة كتاب, لا يهمني, المهم عندي محتوى كل كتاب. الشاعر عندي قصيدة سواء كان عمره مائة عام أو عشر سنوات.. والروائي رواية... بمعنى بصمة...
أتذكر كاتباً كان يتشدق دائماً: "دنا مؤلف 80 كتاب"! لكن إذا ما تصفحت العناوين فقط ستجد (وزراء خارجية مصر) (وزراء داخلية مصر) إلخ!
الكاتب ليس ألقاباً, بالنسبة لي. لتكن حاصلاً على شهادة بروفيسور أو على بكالوريوس أو إعدادية أو علمت نفسك بنفسك, لا يهمني. يهمني ما تكتبه فقط... وإذا كنتَ ستتخذ مما تكتبه وسيلة للتعالي أو لتحدد قامتك فيسرني أن أقول لك: أنا لا أعترف بالقامات ولا بالمقامات...
الكتابة ليست سلماً, فهذا في الأسفل لأنه مبتدئ وذاك في المنتصف وآخر في القمة لأن عمره كبير أو لديه عدد كتب أكثر! وإن كانت سلماً فيمكن لأي مبدع أن يرتقيه بكتاب وحيد... ولست بحاجة لذكر عناوين كتب أو روايات لكُتاب بلغوا المجد بكتاب أو رواية واحدة فقط...
عندما تصف شخصاً ما بأنه كبير فأنت بهذا إما تشتمه ضمناً بصيغة المديح الظاهر, وإما أنك تبحث في المقابل عن معاملة بالمثل, أي أن تصفه بأنه كبير...
كلمة أخيرة:
الألقاب هي واحدة من الحواجز التي يضعها الكُتاب بينهم وبين الناس... تريد أن تكون كاتباً عاجياً أو متعالياً أنت حر, لكن لا تطلب مني أن أكون مثلك أو أن أُنظر إليك من أسفل السلم على اعتبار أنك سبقتني إلى عالم الكتابة أو لأنني خرجتُ إلى الدنيا بعدك!
و الوزير ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية, كل هؤلاء ليخدموك لا لتضرب لهم تعظيم سلام...
خالص المودة
خالص المودة
تعليقات
إرسال تعليق